الانتخابات والاستعداد والخطابات المهترءه​

الانتخابات والاستعداد والخطابات المهترءه​

  • الانتخابات والاستعداد والخطابات المهترءه​

اخرى قبل 3 سنة

الانتخابات والاستعداد والخطابات المهترءه​

 

بقلم: مجدي شركس

 

خلال الفترة القادمه سيلاحظ المتابع للشأن الفلسطيني تحولا غير مفاجيء في خطاب معظم القوى السياسية الفلسطينيه، ففي رومانسية سياسية عالية تجاه المواطن هناك من سيقدم نفسه معترفا بالفشل، ويسعى جاهدا الى تغييره، هناك من سيقر بان الوجوه القديمة لم تعد قابلة للتسويق وعلينا فسح المجال لوجوه اخرى علها تنجح في ادارة البلد.

 

الخطاب الذي سيلقى بصراحته وشجاعته غير المسبوقة بالقياس لما عهدناه من تعالي وكبرياء مفرط في نهاية المطاف لا يمثل تغيرا كبيرا في الواقع ولا ينبيء باحداث اي تحول من شأنه اعادة الامور الى نصابها الصحيح، وذلك لان التغيير الحاصل والذي سيسبقه تسويق اعلامي كبير ليس الا تغيير على مستوى المظهر مع بقاء ذات العقلية والادوات التي ادت الى ما نحن فيه من فشل.

 

ان القوى الفلسطينيه ورغم وجود تفاوت نسبي محدود فيما بينها الا انها تشترك جميعا في انتاج الفشل كل مرة، وذلك من خلال اصرارها الشديد على عدم التخلي عن آلياتها التقليدية التي لم تنجح في تجاربها السابقة.

 

من يراجع الانتخابات السابقة يتذكر جيدا العدد الهائل من المبادرات والوعود الانتخابية التي لم ينتج عنها شيء.

 

ان ما يحصل من تحول لا يرتقي لحجم الفشل الذي نعيشه، ولا يرتقي لسقف التحديات التي يمر بها البلد. بل لا يرتقي اساسا حتى لاعادة تسويق الكتل نفسها. ماذا حققت الكتل السياسية من وعودها قبل سنوات لكي تسوق نفسها من جديد بوعود جديدة؟ هل حاسبت وجوهها القديمة ؟ هل انجزت مبادراتها التي وعدت بها الجمهور؟.

 

في محاولة لتبرير الفشل الماضي ستقوم الكتل السياسية جميعا بالقاء جزء كبير من اللوم في عدم تحقق منجزاتها ووعودها الانتخابية على خصومها الذين يصرون على عدم انجاح اي وعد انتخابي لاي كتلة سياسية. ورغم ان جزءا من ذلك التبرير واقعي فهذه الظاهرة حالة سيئة متبادلة بين جميع القوى السياسية الا انها لا تصلح لكي تكون مبررا كافيا، خصوصا في بلد مثل بلدنا، من لم يتوقع وضع العراقيل من قبل الخصوم وكيفية تجاوزها لا يمكن الوثوق به في قيادة البلد. وباختصار يمكن القول: حتى الان لم تنجز القوى السياسية تغييرات جوهرية تتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة واستحقاق الانتخابات، ولعل التحوّل الابرز في خطاب القوى السياسية الفلسطينيه هو محاولة استثمارها في واجهات ومفاهيم وادوات مدنية، من جهة وكذلك واجهات وادوات وشعارات من جهة اخرى، هذه الخلطة الغريبة تعكس ادارك القوى السياسية لصعوبة موقفها امام الجمهور ولكن تلك الخلطة لا تبدو منسجمة وناضجة، او ربما هي جزء من التناقضات الغريبة التي يعيشها معظم الوضع الفلسطيني.​

 

التعليقات على خبر: الانتخابات والاستعداد والخطابات المهترءه​

حمل التطبيق الأن